(للأمانة هذا الموضوع مُستل من كتاب _المهدي بين الإسلام والإنجيل _ للشيخ عبد الكريم الغزي) بتصرُف
لايخفى على القارئ اللبيب والمتتبع لقضية اليوم الموعود بأن السيد المسيح هو احد قادة ذلك اليوم العظيم , فهنا أحببت أن أضع بين أيديكم مقارنة بين القادة الرئيسين في ذلك اليوم البهيج وهما (الإمام المنتظر والمسيح الموعود)
قال السيد المسيح(عليه السلام) ... متى جاء ابن الإنسان في مجده و جميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده
و يجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء
فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار (إنجيل متى الإصحاح 25).
وذكر السيد الشهيد في موسوعته المباركة (تاريخ مابعد الظهور)
.... ولا تتضمن الأناجيل ولا القرآن الكريم أي إشارة إلى أن المسيح عيسى عليه السلام هو المطبق الأكبر لذلك اليوم أنما نُسب التطبيق إلى قائد مُعين أسمته الأناجيل بابن الإنسان وهو ليس عيسى أو يسوع على أي حال.. لأن الأناجيل تطلق على يسوع لقب ابن الله وابن الإنسان غير ابن الله فلا يكون ابن الإنسان إلا القائد الواقعي لليوم الموعود.(انتهى)
في الحقيقة أن بين الإمام المهدي (عج) والمسيح الموعود (ع) نقاط تشابه كثيرة وكذلك نقاط اختلاف الآن أود أن اذكر نقاط التشابه اولاً..
1- كلاهما وُلدَ بمعجزة .. فأما يسوع (ع) فقصته أشهر من أن تذكر وأما المهدي (عج) كانت ولادته كما هو مروي في كتب التاريخ (بأن أمه لما حملت به لم يظهر عليها آثار الحمل إلى حين اقتراب ولادته المباركة ).
2-كلاهما (سلام الله عليهما ) تكلم في المهد .
3-كلاهما قد سارا ضمن تخطيط الهي واحد وهو قضية الغَيبة (طبعاً ولا نستبعد في هذه القضية بان المسيح (ع) يسير ويعمل بأطروحة خفاء العنوان كما هو الحال بالنسبة للإمام المهدي عليه السلام).
4-كلاهما (سلام الله عليهما) قد أوتيا الحكم في زمن الصبا .. فالإمام تسلم الإمامة وقيادة الأمة وهو ابن خمس سنين , أما المسيح (ع) فقد صرح القرآن الكريم بذلك في أكثر من موضع ...(( وآتيناه الحُكم صبيا)).
5-كلاهما قد أكدا وبشرا باليوم الموعود , وادخرهما الله عز وجل لهذا اليوم المبارك وهما أيضاً قادة اليوم الحق.
6-كلاهما معاديان لليهود .
7-كلاهما لم يتزوج فأما المسيح (ع) فانه غاب ولم تكن له زوجة , وأما المهدي (عج) فانه لم ترد عندنا أخبار بأنه متزوج والقاعدة تقول ( الشك لايزول إلا باليقين) وليس هناك أدلة تثبت بأنه متزوج.
8-كلاهما وحيد لأهله.
9-كلاهما مظلومان ومضطهدان وكذلك أصحابهما الخاصين المخلصين طبعاً بسبب أهمية القضية التي يدعون لها صاروا تحت المجهر (لو صح التعبير ).
وأما وجه الاختلاف بينهما نستطيع أن نلخصه بما يأتي:
1- أن يسوع (ع) ليس له أب وأما المهدي (عج) فله أب وهو الإمام الحادي عشر _الحسن العسكري (ع)_.
2-إن المسيح (ع) قد مارس المعجزات أكثر من الإمام المهدي (عج) في زمان ظهوره باعتبار إن غيبة المسيح (ع) تمت بعد عُمر طويل له عاشه بين الناس وأما الإمام المهدي (عج) فهو غائب منذ ولادته.
3-إن المسيح (ع) نبي ورسول والمهدي (عج) إمام وولي .
4-إن الإمام المهدي (عج) أكثر تقية في زمانه من المسيح (ع).
5-إن الإمام المهدي (عج) عنده مواريث الأنبياء كلهم من خاتم سليمان وتوراة موسى وتابوت السكينة لأنجيل عيسى وكتاب علي (ع) وسيفه ,وأما المسيح (ع) فليس في يديه شيء كما نصت الأخبار .
6- أن ألقاب الإمام المهدي (عج) أكثر من ألقاب السيد المسيح (ع) فمن ألقابه (عجل الله فرجه الشريف): (المهدي , القائم , المؤمل , العدل , المنتظر , الحجة , صاحب الزمان , بقية الله , ابن الإنسان , صدر الخلائق...) وأما السيد المسيح فألقابه كالآتي: ( روح الله , كلمة الله , الحي , يسوع , ولقبه في الإنجيل أيضاً ابن الله ) وهذه ليست مجرد ألقاب كما يحصل مع أهل الدنيا بل لكل منها مداليلهٌ وعلله الكائنة في ذات الإمام أو المسيح والتي لأجلها لٌقب بها ومن الواضح أن لكل منهما خصائصه الذاتية إذ لم نراهما قد اشتركا بلقب.
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ
اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.